”فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ“
[البقرة:152]
قال أحد الصحابة رضي الله عنهم للنبي صلى الله عليه وسلم:
”يا رسولَ اللهِ إنَّ شرائعَ الإسلامِ قد كثُرت عليَّ فأخبِرني بشيءٍ أتشبَّثُ به“
فقال -صلى الله عليه وسلم-
”لا يزالُ لسانُك رطبًا من ذكرِ اللهِ.“ (صححه الألباني)
وقال -صلى الله عليه وسلم-:
”الدُّعاءُ هوَ العبادةُ“ (رواه الترمذي)
نسأل الله أن يجعلنا من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات، وأن يرزقنا خير الدعاء.
ولذكر الله أكبر – الشيخ حمزة المجالي
1) الدعاء والذكر المقيد، والدعاء والذكر المطلق
ينبغي للمسلم أن يفرق بين نوعين من الأذكار والأدعية:
النوع الأول مقيد، أي مقيد بوقت أو مكان أو عبادة، أو خصه الإسلام بعدد أو فضل أو غير ذلك من القيود، كالأذكار التي وردت في أول الصلاة، وأذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم والأكل، ونحو ذلك.
وفي هذا النوع من الأذكار يجب الاقتصار على ما ورد في الشرع، من غير زيادة أو نقصان، ولا يجوز اختراع أي نوع من الأذكار ليحل محل ما ورد في السنة.
وهذه الأذكار لا تتضمن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، إلا في بعض المواضع التي وردت فيها، كالدعاء بعد الأذان.
النوع الثاني: الدعاء العام، وهو سؤال الله تعالى الحاجات العامة والخاصة، والتوجه إليه وسؤاله ما يُحتاج إليه ويُراد، كالدعاء في السجود، وفي الثلث الأخير من الليل، ويوم عرفة، ونحو ذلك.
وهذا النوع من الدعاء لا يشترط فيه ثبوته أو وروده، بل يكفي أن تكون ألفاظه مقبولة صحيحة شرعاً، فلا يكون في الدعاء تجاوز أو إثم، ولا دعاء فيه إثم أو قطيعة رحم.
الفتوى (1) كاملة – الإسلام سؤال وجوابالفتوى (2) كاملة – الإسلام سؤال وجواب
2) هل يجوز لغير العربي قول الأذكار والدعاء بلغة غير اللغة العربية؟
جمهور الفقهاء يقولون: إن الأعجمي إذا كان يحسن العربية فلا يأتي بالأذكار بغيرها، ويكره ذلك.
أما إذا كان الأعجمي لا يحسن العربية ولا ينطق بها، فإنه لا بأس عند جمهور الفقهاء أن يأتي بالأذكار بلغته بعد ترجمتها من العربية.
وإذا أراد الأعجمي أن يأتي بالأذكار التي تكون على هيئة آيات قرآنية (كآية الكرسي في الصباح والمساء)، فإن جمهور العلماء يقولون: لا يجوز قراءتها بغير العربية.
لأن القرآن معجزة في لفظه ومعناه، فإذا غيره زال هذا، ولم يعد قرآناً بل تفسيراً.
وأما الدعاء فيجوز أن يكون بالعربية وبغير العربية. إن الله يعلم نية الداعي وما يريد مهما كانت اللغة التي يتكلم بها، لأنه يسمع كل الأصوات بكل اللغات المختلفة، طالباً كل أنواع الحاجات.
ولكن ينبغي للإنسان أن يحرص على الدعاء بالأدعية المشروعة الواردة في القرآن والسنة، فإنها بلا شك فاضلة وطيبة، وهذا هو الطريق المستقيم. وقد ذكر علماء الإسلام والأئمة الأدعية المشروعة، وأعرضوا عن الأدعية المبتدعة، فينبغي أن نتبعهم في ذلك.
3) هل يشترط تحريك اللسان عند قراءة القرآن والذكر؟
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: “القراءة لابد أن تكون باللسان ، فإذا قرأ الإنسان بقلبه في الصلاة فإن ذلك لا يجزئه ، وكذلك أيضاً سائر الأذكار ، لا تجزئ بالقلب ، بل لابد أن يحرك الإنسان بها لسانه وشفتيه ؛ لأنها أقوال ، ولا تتحقق إلا بتحريك اللسان والشفتين”. [مجموع فتاوى ابن عثيمين]
كما نص العلماء على أن أكمل الأذكار ما اجتمع فيه القلب واللسان، ثم ما كان بالقلب فقط، ثم ما كان على اللسان فقط. وفي كل حال أجر إن شاء الله.
الفتوى كاملة – الإسلام سؤال وجواب4) أذكار الصباح والمساء
اختلف العلماء في تحديد بداية الوقت ونهايته في الصباح والمساء.
والأولى أن يحرص الإنسان على أذكار الصباح بين طلوع الفجر وطلوع الشمس، فإن فاته ذلك أجزأه قبل خروج وقت الضحى، وهو قبيل وقت صلاة الظهر.
ويجتهد في أذكار المساء بين العصر والمغرب، فإن فاته ذلك أجزأه قبل ثلث الليل. والدليل على هذا التفضيل أن القرآن حثنا على ذكر الله في البكور والعشي، وهو ما بين العصر والمغرب.
لا يشرع رفع اليدين عند أذكار الصباح والمساء، أو عند أذكار عقب الصلوات المكتوبة؛ لعدم الدليل على استحباب ذلك.
ولكن لو رفع الإنسان يديه في بعض المواضع أحياناً فلا حرج في ذلك إن شاء الله.
الفتوى (1) كاملة – الإسلام سؤال وجوابالفتوى (2) كاملة – الإسلام سؤال وجواب
5) آداب الدعاء
آداب الدعاء:
1- أن يؤمن الداعي بتوحيد الله تعالى في ألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته.
2- الإخلاص لله وحده في الدعاء.
3- السؤال من الله بأسمائه الحسنى.
4- الثناء على الله بما هو أهله قبل أن ندعوه.
5- الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
6- استقبال القبلة.
7- رفع اليدين.
8- اليقين بإجابة الله تعالى، والحضور في الدعاء.
9- كثرة السؤال.
10- الإصرار على الدعاء.
11- الدعاء والخشوع والرجاء والخوف.
12- الدعاء ثلاث مرات.
13- الحرص على حسن المأكل والملبس.
14- الدعاء سراً لا جهراً.
لا يشرع مسح الوجه بعد الدعاء، فقد وردت أحاديث كثيرة في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ربه، ولم يثبت أنه كان يمسح وجهه بعد الدعاء.
الدعاء مع الجماعة (بمعنى أن يدعو أحدهم ويؤمن الباقون) إما أن يكون ثابتاً في السنة، كما في الاستسقاء ودعاء القنوت، وهو مشروع بلا شك.
أو يكون في مواضع لم يثبت فيها في السنة، مثل: عقب الصلوات الخمس، أو فور دفن الميت، أو في عرفة، ونحو ذلك. في هذه الحالة لا بأس به إذا كان أحياناً، أما إذا أصبح عادة مستمرة فهو بدعة.
الفتوى (2) كاملة – الإسلام سؤال وجواب
الفتوى (3) كاملة – الإسلام سؤال وجواب
6) موقفنا من الأحاديث الضعيفة التي تحث على الخير
اختلف العلماء في العمل بالأحاديث الضعيفة التي تحث على الخير، فذهب بعضهم إلى جواز العمل بها بشروط، وذهب بعضهم إلى عدم جواز العمل بها.
وقد لخص الحافظ ابن حجر رحمه الله شروط جواز العمل بالحديث الضعيف، وهي:
1- أن لا يكون ضعيفاً جداً، وأن لا يعمل بحديث انفرد به أحد الكذابين أو المتهمين بالكذب أو من كثرت أخطاؤه.
2- أن يذكر فيه عملاً صالحاً له أصل شرعي.
3- أن لا يعتقد العمل به أنه صحيح، بل يعمل به على سبيل الاحتياط.
ولكن يجب على المسلم بعد ذلك أن يجتهد في معرفة الأحاديث الصحيحة والضعيفة، ويكتفي بالعمل بالأحاديث الصحيحة.
الفتوى كاملة – الإسلام سؤال وجواب7) الطريقة الصحيحة لرقية الطفل الصغير
تتم رقية الطفل الصغير لحمايته.
دلت السنة على أن الطريقة الصحيحة لرقيته هي قراءة المعوذتين عليه ومسح أجسادهم أثناء القراءة، وقول: أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة.
كما يمكن أن تكون بقراءة المعوذتين في اليدين والنفخ فيهما ثم مسحهما على ما يصل إليه من جسده.
الفتوى كاملة – الإسلام سؤال وجواب8) فضل قراءة بعض آيات القرآن الكريم قبل النوم
دلت السنة على استحباب قراءة آيات معينة للمسلم عند النوم.
ومن السور والآيات التي يستحب قراءتها:
1- آية الكرسي (البقرة 2:255).
2- الآيتان الأخيرتان من سورة البقرة.
3- سورة الإسراء (17).
4- سورة الزمر (39).
5- سورة الكافرون (109).
6- الرقية بسورة الإخلاص والمعوذتين، انظر كيف يتم ذلك.
الفتوى كاملة – الإسلام سؤال وجوابعد الأذكار
عن عبد الله بن عمرو قال:
“رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقد التسبيحات بأنامل يده اليمنى” [صححه الألباني]
وقد استحب العلماء أن يعقد الذكر بأنامل يده اليمنى.
وهذه بعض النصائح التي تساعد على ضبط الأذكار، وبالتالي الحصول على الأجر الكامل لاتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم:
– الذكر الذي يتكون من 33 عدة، أكمل اليد مرتين ثم احسب ثلاث عدات أخرى (15+15+3=33).
– الذكر الذي يتكون من 25 عدة، أكمل اليد مرة واحدة ثم احسب عشر عدات أخرى (15+10=25).
” – بالنسبة للذكر الذي يتكون من 100 مرة، قم بتمرير يد واحدة ست مرات ثم قم بعد ذلك بعشر مرات إضافية (15+15+15+15+15+15+10=100).