”وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة“
”يأيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون“
”ولله على الناس حِج البيت من استطاع إليه سبيلاً“
[البقرة:43], [البقرة:183], [البقرة:97]
قال النبي (صلى الله عليه وسلم):
”ما من أحدٍ لا يُؤدِّي زكاةَ مالِه إلا مُثِّلَ له يومَ القيامةِ شجاعًا أقرعَ حتى يُطَوِّقَ به عُنُقَه“ (صححه الألباني)
وقال (صلى الله عليه وسلم):
”فِي الجَنَّةِ ثَمَانِيَةُ أبْوَابٍ، فِيهَا بَابٌ يُسَمَّى الرَّيَّانَ، لا يَدْخُلُهُ إلَّا الصَّائِمُونَ“ (رواه البخاري)
وقال (صلى الله عليه وسلم):
”العُمْرَةُ إلى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِما بيْنَهُمَا، والحَجُّ المَبْرُورُ ليسَ له جَزَاءٌ إلَّا الجَنَّةُ“ (متفق عليه)
اللهم إنا نعوذ بك من البخل، ونسألك أن تعيننا على حسن عبادتك، وأن تجعلنا من بين الذين يدخلون من باب الريان في الجنة.
1) الزكاة
الزكاة إعطاء الصدقات للفقراء والمحتاجين ، هي الركن الثالث من أركان الإسلام ، وهي واجبة (وليس كالصدقة التطوعية) على كل مسلم بالغ سليم العقل (ذكر وأنثى).
سبعة فتاوى تتعلق بالزكاة
1) متى وكيف يتم دفع الزكاة ؟
كل ما يملكه الإنسان من أموال وأملاك غير الذهب والفضة والنقود لا تجب فيه الزكاة إلا ما كان للتجارة كالسيارات والعقارات ونحوها.
إذا بلغ مقدار المال النصاب وحال عليه الحول وجب عليه الزكاة سواء كان للادخار أو غيره وسواء كان نقداً أو مودعاً في حساب بنكي.
ولا يجوز تأخير إخراج الزكاة إلا لعذر شرعي.
النصاب هو ما يعادل 85 جراماً من الذهب الخالص (نقاء 24 قيراطاً) أو 595 جراماً من الفضة الخالصة (نقاء 99.9%) أيهما أقل. ونظراً لتفاوت أسعار الذهب والفضة في السوق فإن النصاب يعتبر حسب أسعارهما يوم وجوب الزكاة، وذلك بالرجوع إلى تجار سوق الذهب والفضة في منطقة صاحب المال.
والمبلغ الواجب إخراجه من المال الزكوي هو 2.5% من ذلك المال.
وإذا كان في المال ديون، فإن تلك الديون تدخل في المال المملوك حتى يقدر مقدار الزكاة إذا بلغت النصاب (في أصح أقوال العلماء).
وتعطى الزكاة للفقراء في البلد الذي فيه المال، ولكن إذا دعت الحاجة إلى نقلها إلى مكان آخر، كأن يكون الفقراء في البلد المنقول إليه أشد حاجة، أو أن للدافع أقارب فقراء، أو نحو ذلك، فإنه يجوز نقلها.
وأما إخراج الزكاة في صورة سلع بدلاً من النقود، فالأصل أن الزكاة تجب في صورة المال الذي تُزكى عنه. فالزكاة على النقود تجب نقوداً، والزكاة على بهيمة الأنعام تجب بهائم، والزكاة على الزروع تجب زروعاً، إلا زكاة عروض التجارة فإنها تجب من قيمة السلع أو من عروض التجارة نفسها.
وإذا كان الفقير سفيهاً لا يحسن التصرف في النقود فقد نص بعض العلماء على جواز إعطائه الزكاة في صورة سلع عينية لا نقوداً، وذلك لما فيه مصلحة الفقير وسد حاجته.
وتقدر قيمة زكاة عروض التجارة في نهاية الحول على أساس الثمن الذي يبيعها به صاحبها لا الثمن الذي يشتريها به.
وإذا لم يكن لدى التاجر ما يزكي به عروض تجارته، ورأى أن إخراجها من عروض تجارته لا ينفع الفقراء والمساكين، فإنه يجوز له تأخير إخراجها حتى يكسب مالاً ليخرج الزكاة نقوداً.
لا شك أنه من الصعب على الإنسان أن يخصص حساباً خاصاً لكل ماله وعروض تجارته كل شهر، وأن يخرج الزكاة عن كل مبلغ يملكه إذا حال عليه الحول، ولذلك فمن الأسهل عليه أن يخرج الزكاة عن جميعها أو أن يخرجها في أثناء الحول إذا حال عليها الحول منذ أن بلغت النصاب لأول مرة.
ويجوز أن يخرج غيره زكاة شخص عنه بإذنه.
ولا يجوز إخراج الزكاة على غير المسلمين، ولا تجزئ بذلك (عند جمهور العلماء).
الأصل في الزكاة أن تصرف في فقراء البلد التي بها، وإن دعت حاجة إلى نقلها، كأن يكون فقراء البلد التي ينقلها إليه أشد حاجة، أو أقرباء للمزكي بجانب أنهم فقراء، أو نحو ذلك : جاز النقل.
الفتوى (1) كاملة – الإسلام سؤال وجوابالفتوى (2) كاملة – الإسلام سؤال وجواب
الفتوى (3) كاملة – الإسلام سؤال وجواب
الفتوى (4) كاملة – الإسلام سؤال وجواب
الفتوى (5) كاملة – الإسلام سؤال وجواب
الفتوى (6) كاملة – الإسلام سؤال وجواب
الفتوى (7) كاملة – الإسلام سؤال وجواب
الفتوى (8) كاملة – الإسلام سؤال وجواب
الفتوى (9) كاملة – الإسلام سؤال وجواب
الفتوى (10) كاملة – الإسلام سؤال وجواب
الفتوى (11) كاملة – الإسلام سؤال وجواب
2) زكاة الحلي
تجب الزكاة في الذهب والفضة على صاحبهما إذا بلغا النصاب وحال عليهما الحول.
نصاب الذهب 85 جراماً من الذهب الخالص (نقاوة 24 قيراطاً)، ونصاب الفضة 595 جراماً من الفضة الخالصة (نقاوة 99.9%).
ومقدار الزكاة الواجب إخراجها في الذهب أو الفضة التي تجب فيها الزكاة هو 2.5% من ثمنها، مع مراعاة عامل التخفيض إذا لم يكن الذهب أو الفضة المملوكين خالصين تماماً، وأن الزكاة تُحسب على أساس السعر الذي يباع به مستعملاً وقت وجوب الزكاة، وهو أقل عادة من سعر الذهب الجديد.
مثلاً: يملك الشخص 200 جرام من الذهب عيار 18 قيراطاً، وحال عليه الحول، فيكون ثمن الذهب الخالص المستعمل (24 قيراطاً) يوم وجوب الزكاة 40 دولاراً. “فإن الزكاة الواجبة هي:
= 200 × (18/24) × 40 × 2.5% = 150 دولاراً (علماً بأن (18/24) هو عامل النقصان المتعلق بنقاء الذهب).
إذا ملك الإنسان الذهب والفضة ولم يبلغ أي منهما النصاب، ولكن بضمهما إلى بعضهما بلغ النصاب فلا زكاة عليه فيهما.
أما الذهب أو الفضة المعد للبسه وزينة النساء فيلزمه الزكاة أيضاً (على الراجح).
ولا زكاة في غير ذلك مما تلبسه النساء للزينة، أو يقتنيه الرجال والنساء (إلا إذا كان للتجارة)؛ كاللؤلؤ والزبرجد والزفير والياقوت والأحجار الكريمة المستخرجة من البحر ونحو ذلك. ولا تجب الزكاة إلا في الذهب والفضة.
الفتوى (1) كاملة – الإسلام سؤال وجواب
الفتوى (2) كاملة – الإسلام سؤال وجواب
الفتوى (3) كاملة – الإسلام سؤال وجواب
الفتوى (4) كاملة – الإسلام سؤال وجواب
الفتوى (5) كاملة – الإسلام سؤال وجواب
3) زكاة العقار
العقار ليس مالاً تجب فيه الزكاة إلا إذا كان للتجارة.
أما العقار الذي يقتنيه الإنسان للانتفاع به ـ أي بتأجيره والانتفاع بعائده ـ فلا زكاة في قيمته، وإنما الزكاة في الأجرة المحصلة منه إذا حال عليه الحول.
ولا يبدأ حساب الحول للعقار الذي تجب فيه الزكاة من وقت شراء العقار، بل الحول هو حول المال الذي اشتريت به العقار.
إذا اشترى الإنسان عقاراً ولم يكن له نية جازمة للتجارة، أو لم يكن له نية خاصة فلا زكاة فيه.
لا زكاة في الأرض الزراعية، وإنما الزكاة في الزروع والثمار فقط.
الفتوى كاملة – الإسلام سؤال وجواب4) زكاة الأسهم
السهم هو حصة الشريك في رأس مال شركة المساهمة.
ويطلق اللفظ أيضاً على الوثيقة التي تثبت ملكيته لهذا السهم.
إذا كان صاحب السهم ينوي التجارة بالأسهم وتحقيق الربح، فإن الأسهم التجارية تجب فيها الزكاة، سواء في ثمن السهم أو في ربحه.
لا زكاة في أسهم الشركات الصناعية والخدمية؛ كشركات الصباغة وشركات الفنادق وشركات النقل. ولكن تجب الزكاة في أرباحها إذا بلغت النصاب وحال عليها الحول.
أما الشركات الزراعية، فإن الزكاة تجب في قيمة الأسهم في الزراعات أو المحاصيل إذا كانت من الأنواع التي تجب فيها الزكاة، بشرط أن يبلغ مقدار الأسهم النصاب وهو 300 صاع (720 كيلو جرام تقريباً). كما تجب الزكاة في قيمة الأسهم في الاحتياطي النقدي للشركة.
وتحسب زكاة الأسهم بعد خصم قيمة المباني والأدوات والآلات التي تملكها الشركة، وبعد خصم مقدار الأسهم التي لا تجب فيها الزكاة، مثل أسهم بيت المال، والأوقاف الخيرية، والمؤسسات الخيرية، وأسهم غير المسلمين، ويمكن معرفة ذلك بالرجوع إلى الميزانية السنوية للشركة.
ومقدار الزكاة الواجب إخراجها هو 2.5% (النصاب هو المقدار الحالي من الذهب الخالص 85 جرامًا أو الفضة الخالصة 595 جرامًا أيهما أقل).
وتجب الزكاة على كل مساهم – على القول الصحيح من أقوال العلماء – لأن المساهم هو المالك الحقيقي للمال، والشركة تتصرف في أسهمه نيابة عنه وفق الشروط المنصوص عليها في نظام الشركة.
ويتحقق نصاب زكاة الأسهم إذا بلغه عدد أسهم المساهم منفردًا، أو بلغه مجموع أسهم المساهمين في الشركة.
إذا بلغ مقدار سهم المساهم النصاب بضمه إلى ما عنده من النقود، وجب عليه الزكاة في المجموع.
إذا كانت أموال الأسهم سلعاً أو منفعة أخرى غير الذهب والفضة والنقود، فلا زكاة فيها.
كما يجوز لصاحب الشركة أن يخرج الزكاة عن المساهمين بتفويض منهم.
وزكاة الأسهم وغيرها من عروض التجارة تكون على قيمتها السوقية، فإذا كانت قيمتها ألفاً عند الشراء، ثم أصبحت قيمتها ألفين عند وجوب الزكاة، وجب الزكاة على قيمتها ألفين؛ لأن العبرة بقيمة الشيء عند وجوب الزكاة، لا عند الشراء.
ويجب أن يُعلم أن عروض التجارة إذا اشترت بالذهب أو الفضة أو النقود، فلا يبدأ لها حول جديد من وقت شرائها، بل يبدأ حولها من وقت اكتساب النقود التي اشترت بها إذا بلغت النصاب.
الفتوى (1) كاملة – الإسلام سؤال وجوابالفتوى (2) كاملة – الإسلام سؤال وجواب
الفتوى (3) كاملة – الإسلام سؤال وجواب
5) زكاة المنتجات الزراعية
الأصناف التي وردت بها النصوص في وجوب الزكاة عليها أربعة، وهي: الحِنطة-القمح- والشعير والتمر والزبيب.
وإذا بلغ المحصول الزراعي النصاب وجب إخراج الزكاة مباشرة (ولا يشترط هنا انتظار الحول).
والنصاب هو 300 صاعاً (أي مايعادل تقريباً 720 كغ).
وتختلف نسبة الزكاة في الزروع والثمار باختلاف طريقة الري، ويمكن تلخيص الحالات على النحو التالي:
1- تسقى الأرض بتكاليف إضافية فقط (لا تعتمد على هطول الأمطار إطلاقاً).
وتجب الزكاة هنا 5%.
2- تسقى الأرض بتكاليف إضافية مطلقاً (تعتمد كلياً على هطول الأمطار).
وتجب الزكاة هنا 10%.
3- تسقى الأرض بنفقة أو بدونها، وتقسم بالتساوي بينهما.
والزكاة هنا 7.5%.
4- تسقى الأرض بنفقة أو بدونها، ولكن النسبة متفاوتة.
والزكاة هنا 10% (احتياطاً).
أما زكاة محصول الأرض، فإذا كانت شركة، بحيث يعمل أحد الشريكين في الأرض، فيخرج صاحب الأرض الزكاة من نصيبه، ويخرج العامل في الأرض الزكاة من نصيبه، إذا بلغ نصيب كل منهما النصاب المذكور.
وإذا لم يبلغ نصيب أحدهما النصاب، تجب الزكاة عليهما (عند جمهور العلماء).
الفتوى (2) كاملة – الإسلام سؤال وجواب
6) زكاة الدواب
الزكاة في الحيوانات تجب إذا حال عليها الحول.
تجب في بهيمة الأنعام فقط، وهي الغنم والبقر والإبل، ولا تجب الزكاة في غيرها إلا إذا كانت للتجارة.
ويجب أن نلاحظ أن جمهور العلماء اشترطوا لوجوب الزكاة في بهيمة الأنعام أن تكون في المراعي، أي ترعى في المراعي معظم العام. أما ما يؤكل فلا تجب فيه الزكاة إلا إذا كانت للتجارة.
ونصاب الغنم أربعون، تجب فيها شاة، وما زاد على الأربعين تجب فيه الزكاة كما هو مبين في الجدول أدناه.
وأما البقر فنصابها ثلاثون عند جمهور العلماء، يجزئ فيها ما بلغ سنة ودخل في السنة الثانية، وما زاد على الثلاثين يجزئ عن كل أربعين ما بلغ السنتان.
وأما الإبل فنصابها خمسة، تجب فيها شاة، وما زاد على ذلك تجب فيه الزكاة كما هو مبين في الجدول أدناه.
7) زكاة الفطر
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: “فرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زكاة الفطر صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير على العبد والحر والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين، وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة” [متفق عليه]
زكاة الفطر تُخرج من الطعام الذي يقتاته الناس وتقدر تقريباً -للأصناف الكثر شهرة منهم- كالتالي:
الأرز : 2300 غم ، الدقيق : 2000 غم ، القمح : 2040 غم ، الفرينة : 1400 غم ، التمر : 1800 غم ، العدس : 2100 غم ، حمص 2000 غم ، لوبيا : 2060 غم ، الزبيب : 1640.
يبدأ وقت إخراج زكاة الفطر من غروب شمس آخر يوم من رمضان وهو أول ليلة من شهر شوال، وينتهي بصلاة العيد.
ويجوز إخراجها قبل ذلك بيوم أو يومين.
الفتوى (2) كاملة – الإسلام سؤال وجواب
2) الصوم
الصيام في الإسلام، والمعروف بـ (الصوم) أو (الصيام) باللغة العربية، يعني الامتناع عن الأكل والشرب أثناء ساعات النهار (من الفجر إلى المغرب).
إن مراعاة الصيام خلال شهر رمضان المبارك الإسلامي واجب على كل مسلم بالغ عاقل (ذكر وأنثى). وصيامه كل عام هو الركن الرابع من أركان الإسلام، لكن الصيام في الإسلام لا يقتصر على هذا الشهر فقط.
ستة فتاوى تتعلق بالصوم
1) نية الصيام
إن تبييت النية من الليل شرط لصحة الصوم الواجب أو النافل، لقوله صلى الله عليه وسلم: (من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له) [صححه الألباني]
إن مسألة النية سهلة جداً، مجرد العزم على الصيام بعد العلم بأن الغد رمضان هي النية، ولا يلزم التلفظ بها، بل لا يشرع ذلك، فمن ظن في نفسه أنه سيصوم غداً فقد نوى.
ومن نوى صيام أيام متوالية (سواء في أيام رمضان أو صيام النفل)، سواء في قضاء الصوم الواجب من رمضان بعد انقضائه، أو في صيام النفل؛ “ولا يشترط أن تكون النية ليلة كل يوم ليلة بل يكفي أن ينوي نية واحدة ليلة أول يوم من هذه الأيام (على الراجح من قول العلماء)، إلا إذا كان هناك عذر يقطع استمرار الصيام.
وإذا نوى ذلك في كل ليلة من هذه الأيام ثم صام فهذا جائز أيضا.
الفتوى (1) كاملة – الإسلام سؤال وجوابالفتوى (2) كاملة – الإسلام سؤال وجواب
الفتوى (3) كاملة – الإسلام سؤال وجواب
2) مبطلات الصيام
المفطرات سبعة وهي:
1- الجماع.
من جامع في نهار رمضان متعمداً مختاراً، فاجتمع الختانان واختفى رأس الذكر في أحد السبيلين، فقد أفسد صومه، سواء أنزل أم لم ينزل، وعليه التوبة من هذا الذنب العظيم وإتمام ذلك اليوم، وقضاء ذلك اليوم، وكفارة مغلظة.
والكفارة هي عتق رقبة، فإن لم يستطع فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً نصف صاع من طعام كالأرز ونحوه (أي كيلو ونصف تقريباً) عن كل مسكين.
إذا كانت المرأة معذورة بالإكراه أو النسيان أو الجهل بتحريم الجماع في نهار رمضان، فإنها إذاً صحيحة الصوم ولا قضاء عليها ولا كفارة.
إن لم تكن مكرهة بل ساعدت زوجها في الجماع طوعاً، فعليها وعليه قضاء ذلك اليوم والكفارة (في قول جمهور العلماء).
لا كفارة في شيء من المفطرات غير الجماع.
2- الاستمناء.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يقول الله: (عندما يصوم أحدكم) يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي، الصوم لي وأنا أجزي به، والحسنة بعشر أمثالها» [رواه البخاري]،
الراجح من أقوال العلماء أن الذي يقوم بهذا الذنب في نهار رمضان فإنه يفسد صومه بذلك، وعليه استكمال صيامه في ذاك اليوم، ويقضي يوماً آخر عن ذاك اليوم بعد رمضان، لا يلزم الفاعل كفارة عن ذلك الفعل، والله أعلم.
3- الأكل والشرب والتدخين.
ويقصد به وصول الطعام والشراب إلى المعدة عن طريق الفم أو الأنف.
” الأكل ناسياً لا يفسد الصوم. “لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه» [متفق عليه]
ومن أكل وهو يظن أن الفجر لم يطلع ثم تبين أنه طلع فلا شيء عليه لأنه جاهل بالوقت فيعذر.
وإذا غلب على ظن الصائم أن الشمس غربت فأفطر فلا إثم عليه، ولكن لا يجوز له أن يفطر إذا شك في غروب الشمس.
ومن ابتلاع بقايا الطعام في فمه أثناء النهار بغير اختياره لا يفسد الصوم ما دام الإنسان يحاول إخراجها.
4- كل ما كان في حكم الأكل والشرب.
ويشمل ذلك نقل الدم إلى الصائم، والحقن بالمحقنة، ونحو ذلك. (كالقطرة) مواد مغذية تقوم مقام الطعام والشراب، لأنها كالطعام والشراب.
5- خروج الدم بالحجامة ونحوها.
يفسد الحجام والمحجور صومهما.
ويفسد التبرع بالدم أيضاً (إلا إذا كان ضرورياً).
وأما الدم النازل من قلع ضرس أو عملية جراحية أو تحليل دم ونحو ذلك فلا يفسد الصوم، والأفضل والأحوط أن لا يُفعل ذلك خلال فترة الصوم.
6- القيء عمداً.
7- الحيض والنفاس.
إذا رأت المرأة دم الحيض أو النفاس بطل صومها ولو قبل الغروب بلحظة.
كل مفسدات الصوم -ما عدا الحيض والنفاس- لا تفسد الصوم إلا بثلاثة شروط: أن يكون عالماً بالحكم غير جاهل به، وأن يفعله عالماً غير ناسٍ، وأن يصوم عن عمد، وأن يصوم عن جهل. وأنه فعل ذلك باختياره ولم يكن مجبراً عليه.
الفتوى (1) كاملة – الإسلام سؤال وجوابالفتوى (2) كاملة – الإسلام سؤال وجواب
الفتوى (3) كاملة – الإسلام سؤال وجواب
الفتوى (4) كاملة – الإسلام سؤال وجواب
الفتوى (5) كاملة – الإسلام سؤال وجواب
الفتوى (6) كاملة – الإسلام سؤال وجواب
أحكام الحيض والاستحاضة والنفاس
3) الحكمة من فرض الصيام
لم يشرع الله حكماً إلا وله حكم عظيمة قد ندركها أو لا تهتدي عقولنا إلى إدراكها، وقد نعلم بعضه ويغيب عنا كثير منه.
ومن حكم الصيام:
1- الصيام سبب لتقدير النعم وشكرها.
2- الصيام سبب لترك الحرام، فإن الإنسان إذا ترك الحلال إرضاءً لله وخوفاً من عذابه الأليم كان أقرب إلى ترك الحرام.
3- الصيام يسبب مشقة شديدة، وإن لم يزد المرض أو يؤخر الشفاء.
4- الصيام يمكّننا من التحكم في شهواتنا.
5- الصيام يذل الشيطان ويضعفه.
6- أن الصائم يدرّب نفسه على مراقبة الله، فيترك ما يشتهيه مع قدرته على ذلك، لأنه يعلم أن الله يراه.
7- أن الصيام يعني الزهد في الدنيا وشهواتها، وطلب ما عند الله.
8- أن الصائم يعتاد على كثرة العبادات.
4) الصيام والمرض
ذهب أكثر العلماء ـ ومنهم الأئمة الأربعة ـ إلى أنه لا يجوز للمريض أن يفطر في رمضان إلا إذا كان المرض شديداً.
والمراد بالمرض الشديد:
1- أن يزداد المرض بالصوم.
2- أن يتأخر الشفاء بالصوم.
3- أن يسبب الصوم مشقة شديدة، وإن لم يزد المرض أو يؤخر الشفاء.
4- ودخل في ذلك أيضاً من يخشى أن يمرض بسبب الصوم.
وأما قضاء الصوم الواجب ففيه حالتان:
1- من يرجى شفاؤه، كالذي يعاني من مرض مؤقت يرجى شفاؤه، وحكمه كما قال الله تعالى: “ومَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ” [البقرة:184]
وما عليه إلا أن ينتظر حتى يتحسن ثم يصوم. فإذا قدر أن المرض استمر ومات قبل شفائه فلا إثم عليه.
2- الحالات التي يكون فيها المرض مستمراً، كالسرطان ـ لا قدر الله ـ وأمراض الكلى والسكري ونحوها من الأمراض المزمنة التي لا يرجى شفاؤها، فهؤلاء يجوز لهم الفطر في رمضان، ولكن عليهم إطعام مسكين عن كل يوم.
وأما كيفية الإطعام فيخير بين أن يعطي كل مسكين نصف صاع من طعام كالأرز ونحوه (أي كيلو ونصف تقريباً) أو يصنع طعاماً ويدعو الفقراء إليه، ويجوز له أن يفطر في رمضان إذا كان مرضه مزمناً ويطعم عن كل يوم مسكيناً.
الفتوى (1) كاملة – الإسلام سؤال وجوابالفتوى (2) كاملة – الإسلام سؤال وجواب
5) الصيام والسفر
وقد دلت النصوص الشرعية والسنة وإجماع الأمة على جواز الفطر لمن كان مسافراً في نهار رمضان.
قال الله تعالى: (ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر) [البقرة: 185]
ولكن لا يجوز للمسافر أن يفطر في عدة حالات منها:
1- إذا كان مسافراً ولم تبلغ المسافة التي تجوز فيها القصر (حوالي 80 كيلو متراً).
2- إذا كان سفره لا يجوز عند جمهور العلماء، كما لو كان مسافراً لارتكاب كبيرة.
3- إذا كان مسافراً للفطر فقط.
4- إذا كان مسافراً ويريد أن يفطر قبل أن يغادر بيوت قريته أو مدينته.
5- إذا كان عازماً على الإقامة في المكان الذي سافر إليه (وهو الراجح والله أعلم).
6) صيام النافلة
من حكمته تعالى أن شرع لعباده أن يتطوعوا بعد أداء الفرائض بالتقرب إليه بالمزيد من أمثالها من أنواع العبادة، وخصص لذلك الأجر العظيم.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من صام يوماً في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً» [النسائي]
صيام النفل ينقسم إلى قسمين:
1- صيام تطوع عام (أي غير مقيد بوقت أو ظرف معين).
2- صيام تطوع خاص، وهو أفضل من صيام التطوع العام، وهو نوعان:
النوع الأول صيام خاص بنوع من الناس، كالشباب الذين لا يستطيعون الزواج.
والنوع الثاني صيام مقرر في أوقات معينة، تختلف من يوم إلى يوم، ومن شهر إلى شهر، ومن سنة إلى سنة.
صيام الأسبوع هو يوم الاثنين والخميس، وهما اليومان المستحبان.
صيام الشهر هو صيام ثلاثة أيام من كل شهر هجري، ويستحب أن تكون أيام البيض (أي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر).
صيام السنة هو صيام يوم إلى يوم من أيام إلى شهر. أيام معينة، أو في الأوقات التي يسن فيها الصيام.
والأيام المعينة هي: يوم عاشوراء وهو العاشر من محرم، ويوم عرفة وهو اليوم التاسع من ذي الحجة.
والأوقات المعينة هي: شهر شوال، وشهر محرم، وشهر شعبان.
من صام يوم عرفة، أو يوم عاشوراء وعليه قضاء من رمضان فصيامه صحيح، لكن لا يصح أن يُشرِك النية بأن يصوم هذا اليوم بنية قضاء رمضان وبنفس الوقت بنية يوم عرفة أو يوم عاشوراء مثلاً، هذا بالنسبة لصوم التطوع المطلق الذي لا يرتبط برمضان ، وبالنسبة لصيام ستة أيام من شوال فإنها مرتبطة برمضان لكن لا يشترط أن تكون بعد قضائه، فلو صامها قبل القضاء يحصل على أجرها إن شاء الله (على القول الراجح من أقوال أهل العلم).
واتفق الأئمة على أن من أفطر أياماً من رمضان فعليه قضاء تلك الأيام قبل أن يأتي رمضان التالي، ولا يجوز تأخيرها إلى رمضان التالي من غير عذر شرعي.
الفتوى (1) كاملة – الإسلام سؤال وجوابالفتوى (2) كاملة – الإسلام سؤال وجواب
الفتوى (3) كاملة – الإسلام سؤال وجواب
الفتوى (4) – يوتيوب
3) الحج
الحج لغةً هو التوجه إلى مكان من أجل الزيارة، وفي الاصطلاح الإسلامي هو التوجه إلى مكة لأداء مناسك الحج.
الحج فرضه الله على كل مسلم بالغ عاقل، ذكراً كان أو أنثى، قادراً بدنياً ومالياً، ولا يجب إلا مرة واحدة في عمر المسلم، وهو الركن الخامس من أركان الإسلام.
الحج من الصِغار يثابون عليه، ولكن لا يجزئه حجة الإسلام.
انظر الفتوى كاملة – الإسلام سؤال وجواب
العمرة يجوز أداؤها في أي وقت من السنة أو مع الحج، وهي مستحبة غير واجبة، بشروط وشروط أقل.
إحدى عشرة فتوى تتعلقن بالحج والعمرة
1) نية الحج / العمرة
قال الشيخ ابن العثيمين -رحمه الله- :“إذا قال في النسك : لبيك حجاً ، لبيك عمرة ، ليس هذا من باب ابتداء النية ، لأنه قد نوى من قبل ، ولهذا لا يشرع أن نقول : اللهم إني أريد العمرة ، اللهم إني أريد الحج ، بل انو بقلبك ولب بلسانك ، وأما التكلم بالنية في غير الحج والعمرة فهذا أمر معلوم أنه ليس بمشروع ، فلا يسن للإنسان إذا أراد أن يتوضأ أن يقول : اللهم إني أريد أن أتوضأ ، اللهم إني نويت أن أتوضأ أو بالصلاة : اللهم إني أريد أن أصلي ، اللهم إني نويت أن أصلي . كل هذا غير مشروع ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم”. [مجموع فتاوى ابن عثيمين]
الفتوى كاملة – الإسلام سؤال وجواب2) أركان وواجبات وسنن الحج
الركن لا يصح الحج إلا به، والواجب يصح الحج مع تركه، غير أنه يجب على من تركه دم (ذبح شاة) عند جمهور العلماء، وأما السنة فمن تركها فلا شيء عليه.
أركان الحج أربعة:
- الإحرام الذي هو نية الدخول في النسك.
- والوقوف بعرفة،
- وطواف الزيارة، [ويقال له: طواف الإفاضة]، والذي يكون بعد العودة إلى مكة من منى بعد الهدي والحلق أو التقصير.
- وسعي الحج بين الصفا والمروة.
وواجباته سبعة:
- الإحرام من الميقات المعتبر له، أي: أن يكون الإحرام من الميقات، أما الإحرام نفسه فركن.
- والوقوف بعرفة إلى الغروب على من وقف نهارا.
- والمبيت لغير أهل السقاية والرعاية بمنى ليالي أيام التشريق.
- والمبيت بمزدلفة إلى بعد نصف الليل لمن أدركها قبله على غير السقاة والرعاة. [بعض العلماء يجعل المبيت بمزدلفة ركنا من أركان الحج لا يصح إلا به، وقد مال ابن القيم رحمه الله إلى هذا القول في زاد المعاد (2/233).
- والرمي مرتباً.
- والحلق أو التقصير.
- وطواف الوداع.
والباقي من أفعال الحج وأقواله سنن، كطواف القدوم، والمبيت بمنى ليلة عرفة، والاضطباع والرمل في موضعهما، وتقبيل الحجر، والأذكار والأدعية، وصعود الصفا والمروة.
الفتوى كاملة – الإسلام سؤال وجواب3) الطهارة والحج
الطهارة شرط لصحة الطواف كالصلاة (وهو قول جمهور العلماء والراجح والله أعلم) .
إذا خرج من الإنسان أثناء الطواف ريح أو بول أو مني أو مس فرجه أو غير ذلك فإنه يقطع طوافه كما في الصلاة، ويذهب فيتطهر ثم يعاود الطواف.
لا يصح طواف الحائض، لما رواه البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها أنها حاضت قبيل دخول مكة في حجة الوداع، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: (افعلي ما يفعل الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت حتى تطهري).
ومن جاء موعد طوافها وهي حائض فتنتظر حتى تطهر وتطوف طواف الوداع (وكذلك النفساء).
الفتوى (1) كاملة – الإسلام سؤال وجوابالفتوى (2) كاملة – الإسلام سؤال وجواب
4) فائدة اشتراط الشرط عند الإحرام
يشرع لمن أراد الإحرام بالحج أو العمرة أن يشترط عند الإحرام إذا خاف أن يمنعه مانع من إتمام الحج والعمرة، فيقول: (إن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني) أي: إن منعني شيء أحل من حيث حبستني، لما رواه البخاري ومسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لضباعة بنت الزبير حين أرادت الحج وكانت مريضة: (حجي واشترطي وقولي : اللهم محلي حيث حبستني)“.
والفائدة التي يستفيدها المحرم من ذلك أنه إذا حدث له ما يمنعه من إتمام نسكه من مرض أو حادث أو منع من دخول مكة لسبب فإنه يحل من إحرامه ولا شيء عليه، لا فدية ولا هدي ولا حلق شعره.
الفتوى كاملة – الإسلام سؤال وجواب5) التحلل الأول والثاني في الحج
أعمال يوم النحر وهي: رمي جمرة العقبة، وذبح الأضحية، والحلق أو التقصير، وطواف الإفاضة، والسعي للمتمتع (في حج الإفراد والقران لا يسعيان إذا كانا بعد طواف القدوم).
ويستحب فعلها بالترتيب المذكور تطبيقاً للسنة.
فمن فعل اثنين منها غير الذبح فقد تم بذلك التحلل الأول من الإحرام، وجاز له أن يفعل كل ما حرم عليه في الإحرام إلا الجماع. فإذا فعل الثلاثة جاز له كل ما حرم عليه بما في ذلك الجماع. وقد ورد في هذا أحاديث كثيرة تدل على هذا المعنى.
الفتوى كاملة – الإسلام سؤال وجواب6) وقت رمي الجمار
أما جمرة العقبة فإن أول ما ترمى من الجمار يوم العيد بعد طلوع الشمس.
ويجوز للضعفاء من النساء والصبيان وغيرهم أن يرموها قبل ذلك ليلة العيد.
ووقت رمي جمرة العقبة إلى غروب شمس يوم العيد.
ولا بأس بتأخير ذلك إلى آخر الليل لشدة الزحام أو لبعد المسافة عن الجمار، ولكن لا يؤخر إلى طلوع الفجر في اليوم الحادي عشر من ذي الحجة.
وأما الرمي في أيام التشريق (الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة) فإن وقته يبدأ من زوال الشمس (أي دخول وقت صلاة الظهر).
وينتهي إلى آخر الليل.”فإذا كان الأمر صعباً أو حاراً أو غير ذلك فلا بأس بالرمي ليلاً إلى طلوع الفجر، ولا يجوز تأخيره إلى ما بعد الفجر. ولا يجوز رمي الجمار في اليوم الحادي عشر أو الثاني عشر أو الثالث عشر قبل زوال الشمس”.
7) أخطاء تقع عند رمي الجمرات
هناك أخطاء كثيرة يقع فيها بعض الحجاج عند رمي الجمرات، وفيما يلي بعض منها:
1- يظن بعض الناس أن رمي الجمرات لا يصح إلا بحصيات مزدلفة، ولذلك تجدهم يتعبون في جمع الحصيات من مزدلفة قبل ذهابهم إلى منى، وهذا اعتقاد خاطئ، لأن الحصيات تؤخذ من أي مكان، من مزدلفة، أو من منى، أو من أي مكان، والمقصود أنها حصيات.
2- يغسل بعض الناس الحصيات إذا التقطوها، إما خوفاً من أن يكون أحد قد بال عليها، أو لتنظيفها، ظناً منهم أنها إذا كانت نظيفة فهذا أفضل، وعلى كل حال فإن غسل الحصيات بدعة.
3- يظن بعض الناس أن هذه الجمرات شياطين، وأنها في الحقيقة شياطين يرجمونها، فترى منهم منفعلاً شديد الغضب، وكأن الشيطان أمامه، وهذا اعتقاد خاطئ.
4- يستهتر بعض الناس ولا يبالي هل تقع الحصى في الحفرة التي حول الجمار أم لا، مع العلم أن الحصى إذا لم تقع في الحفرة التي حول الجمار فإن الرمي لا يصح.
5- يظن بعض الناس أن الحصى لابد أن ترتطم بالعمود الذي في الحفرة، وهذا اعتقاد خاطئ.
6- من أخطر الأخطاء التي تقع أن يستهين بعض الناس بأمر الرمي، فيوكل غيره في ذلك مع قدرته عليه.
وهذا خطأ خطير، لأن رمي الجمار من مناسك الحج.
8) أخطاء تقع في الطريق إلى مزدلفة وفي مزدلفة
1- بعض الناس يقفون قبل أن يصلوا مزدلفة، وخاصة الماشيين، لأنهم يتعبون، ويبقون هناك حتى يصلوا الفجر، ثم يتوجهوا إلى منى، ومن فعل ذلك فقد تخلف عن المبيت في مزدلفة، وهذا أمر خطير جداً.
2- بعض الناس يصلي المغرب والعشاء في الطريق على العادة، قبل أن يصلوا مزدلفة، وهذا خلاف السنة.
3- بعض الناس لا يصلي المغرب والعشاء حتى يصلوا مزدلفة، حتى لو خرج وقت العشاء، وهذا لا يجوز.
4- بعض الحجاج يصلي الفجر قبل وقته، ويصلي وينصرف، وهذا خطأ كبير.
5- بعض الحجاج ينصرفون من مزدلفة قبل أن يقضوا فيها أقل مدة، فتراه يمر ولا يتوقف، ويقول إن المرور يكفي. وهذا خطأ كبير، لأن المرور لا يكفي، بل السنة تدل على أن الحاج يبقى في مزدلفة حتى يصلي الفجر، ثم يقف عند المشعر الحرام يدعو الله حتى يسفر، ثم ينصرف إلى منى. (والإسفار هو انتشار ضوء النهار قبل طلوع الشمس).
أما البقاء في مزدلفة حتى تطلع الشمس، فيصلي صلاة الشروق أو الإشراق، ثم ينصرف بعد ذلك، فهذا أيضاً خلاف السنة.
وبعض الناس يحيي ليلة مزدلفة بالقيام وقراءة القرآن والذكر، وهذا خلاف السنة.
الفتوى كاملة – الإسلام سؤال وجواب9) الهدي الواجب على الحاج، ومكان ذبحه
الأضاحي التي يجب على الحاج أن يذبحها في الحج أنواع:
1. هدي التمتع وهدي القران.
لا خلاف بين العلماء في وجوب ذبح الهدي في الحرم المكي.
والواجب في لحم الأضحية توزيعها على فقراء الحرم ومساكينه، ويجوز إخراج القليل منها خارج الحرم للأكل أو الهدية.
2. الأضاحي التي تذبح على ترك واجب من واجبات الحج.
تذبح هذه الأضحية في الحرم، وتوزع لحومها في الحرم أيضاً.
3. الأضاحي التي يذبحها الحاج بسبب فعل أحد المحرمات.
أما هذه الذبيحة فإن الحاج مخير فيها بين أن يذبحها ويوزع لحمها في المكان الذي فعل فيه المحرم – سواء كان ذلك المكان داخل الحرم أم خارجه – أو أن يذبحها ويوزع لحمها في الحرم.
4. ذبيحة بسبب المنع من إتمام الحج.
حكم هذه الذبيحة نفس حكم النوع السابق.
5. ذبيحة فدية الصيد.
يجب ذبحها وتوزيع لحمها داخل الحرم، ولا تصح خارج الحرم.
الفتوى كاملة – الإسلام سؤال وجواب10) القدرة على أداء الحج، من أحكام وضوابط حج البدل
من شروط وجوب الحج أن يكون الإنسان سالماً من الأمراض والعاهات التي تمنعه من الحج، فإن كان الإنسان مريضاً بمرض مزمن أو عاهة مستديمة أو شلل أو كبر في السن لا يستطيع الحركة فلا يجب عليه الحج، بل يجب عليه أن يوكل من يحج عنه.
وإن كان الإنسان قادراً على الحج بمساعدة غيره وجب عليه الحج عند توفر هذه المساعدة.
وإن كانت عاهته غير مستديمة فإنه ينتظر حتى يشفى ثم يحج عن نفسه، ولا يجوز له أن يوكل من يحج عنه.
ومن أحكام الحج بالوكالة:
1- حج البدل لا يكون عن العاجز ماليّاً ؛ لأن الحج تسقط فرضيته عن الفقير ، إنما حج البدل عن العاجز ببدنه.
2- لا يجوز لأحدٍ أن يحج عن غيره إلا أن يكون قد حجَّ عن نفسه ، فإن فعل فتقع حجته عن نفسه لا عن غيره.
3- يجوز للمرأة أن تحج عن الرجل، وللرجل أن يحج عن المرأة.
4- لا يجوز لأحدٍ أن يحج عن شخصين أو أكثر في حجة واحدة ، وله أن يعتمر عن نفسه – أو عن غيره – ويحج عن آخر.
5- لا يجوز لأحدٍ أن يكون قصده من الحج عن غيره أخذ المال ، وإنما يكون قصده الحج والوصول إلى تلك الأماكن المقدسة ، والإحسان إلى أخيه بالحج عنه.
6- إذا مات المسلم ولم يقض فريضة الحج وهو مستكمل لشروط وجوبها وجب أن يحج عنه من ماله الذي خلفه سواء أوصى بذلك أو لم يوص.
7- الأفضل أن يحج الولد عن والديه ، والقريب عن قريبه ، فإن استأجر أجنبيّاً جاز .
8- لا يشترط لمن يُحج عنه أن يُعرف اسمه ، بل تكفي نية الحج عنه.
9- لا يجوز لمن وُكِّل بالحج عن غيره أن يوكِّل غيره إلا برضا من وكَّله.
10- ينبغي تحري أهل الخير والصدق والأمانة والعلم بمناسك الحج لحج البدل.
الفتوى (1) كاملة – الإسلام سؤال وجوابالفتوى (2) كاملة – الإسلام سؤال وجواب
11) الحج لا يُسقط الحقوق الواجبة كالكفارات والديون
وقد وردت أحاديث كثيرة في فضائل الحج تدل على أنه يمحو الذنوب ويكفر السيئات، ويرجع منه كيوم ولدته أمه.
ولكن هذا الفضل والأجر لا يعني إسقاط الواجبات، سواء كانت واجبة لله تعالى كالكفارات والنذور وما ثبت في ذمة الإنسان من زكاة لم يؤدها ، أو صيام يلزمه قضاؤه ، أو كانت حقوقا للعباد كالديون ونحوها ، فالحج يغفر الذنوب ، ولا يسقط هذه الحقوق باتفاق العلماء.
فمن أخر قضاء ما عليه من رمضان مثلا ، وكان ذلك بغير عذر ، ثم حج حجاً مبرواً ، فإن حجه يسقط عنه ذنب التأخير ، ولا يسقط قضاء الأيام.
الفتوى كاملة – الإسلام سؤال وجواب