”قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ“
[الزمر:9]
: -قال النبي -صلى الله عليه وسلم
”طلب العلم فريضة على كل مسلم“. (صحيح ابن ماجة)
: -وقال -عليه الصلاة والسلام
”إنَّ الملائكةَ لتضعُ أجنحتَها رضًا لطالبِ العِلمِ ، وإنَّ العالِمَ ليستغفرُ له من في السماواتِ ومن في الأرضِ ، والحيتانُ في جوفِ الماءِ ، وإنَّ فضلَ العالمِ على العابدِ كفضلِ القمرِ ليلةَ البدرِ على سائرِ الكواكبِ ، وإنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياءِ ، وإنَّ الأنبياءَ لم يُورِّثُوا دينارًا ولا درهمًا ، ورَّثُوا العِلمَ فمن أخذَه أخذ بحظٍّ وافرٍ“. (صحيح ابن ماجة)
رفع الله قدر علمائنا وجزاهم عنا وعن الأمة الإسلامية خير الجزاء، ونسأل الله أن ينفعنا بما علمنا وأن يعلمنا ما ينفعنا
العلم في الإسلام
الإسلام دين العلم، وجعل الإسلام فضيلة التعلم قبل فضيلة العمل، وهناك الكثير من الآيات الكريمة والأحاديث النبوية والآثار عن سلفا الصالح -رضان الله عليهم أجمعين- التي تعظم العلم وأهله.
إن أول آية أنزلت على نبينا -صلى الله عليه وسلم- تأمر بالقراءة والتي هي مفتاح العلم، قال تعالى:
”اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)“. [العلق:1-5]
وقد حذر الله تعالى كل مسلم من التكلم بغير علم، فقد قال تعالى: ”وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً“. [الإٍسراء:36]
المسلمون (خاصة العوام منهم وطلبة العلم المبتدئين) يحتاجون لأهل العلم في كل مكان وزمان، والأمة الإسلامية بدون العلماء وأهل العلم تعيش في تخبطات وتغرق في ظلمات الجهل والضلال، والعالم الذي يكتم علمه ويحرم الأمة الإسلامية من الخير الذي علمه الله إياه يُعرض نفسه للعنة الله تعالى إن لم يتب إلى الله.
ولكن الأسئلة المهم التي ينبغي طرحها الآن هي:
المسلم في هذه الأيام يستطيع الوصول إلى المعلومات الدينية التي تخص دينه وتنتسب للإسلام بكل يسر وسهولة عن طريق وسائل الإعلام المنتشرة، أو عن طريق الإنترنت أو وسائل التواصل أو عن طريق قراءتها في كتاب شرعي، أو عن طريق شخص يعرفه، فهل جميع هذه المعلومات التي يحصل عليها المسلم صحيحية وموثوقة؟
وهل ينبغي للمسلم أن يباشر بالعمل بهذه المعلومات الدينية التي تنتسب للإسلام أياً كانت وأن يؤمن بها ويعتقدها في قلبه ؟
هناك قول مأثور عن الإمام محمد بن سيرين -رحمه الله- يقول فيه : ”إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم“. [رواه مسلم]
ولذا كان بعض السلف يقولون : ”دينك! دينك لحمك ودمك، انظُر عمَّن تأخذُ، خُذ عنِ الَّذينَ استَقاموا، و لا تأخُذ عن الَّذينَ مالوا“.
لذا فجواب السؤال الذي طرحناه هو طبعاً لا، لأن المسلم قد يحيد وينحرف لإحدى طرق الضلال والعياذ بالله إن لم يقصد المواقع والمصادر الثقات من طرق تلقي العلم والمعلومات الدينية، نعوذ بالله من هذا !
كيف يمكن للعامي أن يعرف من هم العلماء ؟
ما يلي أدناه بعض الأمارات والعلامات التي يمكن الاستعانة بها في معرفة أهل العلم الذين هم أهل لأخذ الفتاوى منهم :
1. علامة العالم الفقيه المتأهل للفتوى الاستدلال بآيات الكتاب الكريم ، وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ، وتمييز صحيحها من سقيمها ، والناسخ والمنسوخ ، والخاص والعام ، ومعرفة دلالتها وسياق نزولها.
2. ومن علامتهم التدين التام والأخلاق الحسنة الفاضلة، مع الحرص على الاقتداء بالسلف الصالحين، من الصحابة والتابعين، والأئمة المتبوعين، فلا يخرجون عن هديهم العام، وكل فتوى أو كلمة تصدر منهم يعزونها لأحد الأئمة السابقين، كأبي بكر وعمر، وسفيان والأوزاعي، وأبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد وغيرهم من علماء الإسلام الذين لا يختلف المسلمون في إمامتهم وديانتهم.
أما إذا وجدت أحد الناس اليوم لا يعتمد هؤلاء العلماء، ولا يرفع بهم رأسا، ولا يتقيد بمناهجهم العامة في علوم الشريعة، فاعلم أنه ليس من “التابعين بإحسان”، بل هو ممن أساؤوا الاتباع، واختاروا الابتداع.
3. ومن أبرز علامات العالم الحق ، والمفتي العدل ، التي نرشد الناس إليها ، أنهم لا ينغلقون على طائفة ، ولا ينفردون عن الأمة باسم أو وصف ، بل انتسابهم لرحم هذه الأمة وعمقها الضارب في التاريخ الإسلامي كله.
4. الشهادات العلمية المعتمدة أمارة لا بأس بالنظر فيها، والاستئناس بها، خاصة الشهادات العليا في تخصص معين، ومن جامعة مرموقة على مستوى العالم الإسلامي في ذلك التخصص، ولكن هذا لا يعني أن كل من حمل شهادة الشريعة من إحدى الجامعات فقد بلغ درجة العلم والفتيا في الدين.
5. من أهم العلامات التي نرشد الناس إلى العناية بها أيضا أن يكون هذا المفتي أو العالم ممن استفاضت شهرته وثقته وعلمه بين النخب العلمية، والأوساط المتخصصة ، وليس فقط بين عامة الناس، بل يشهد له العلماء والمختصون بالفهم والحذق، ويسلمون له بالإتقان والحجة.
الفتوى (1) كاملة – الإسلام سؤال وجواب
الفتوى (2) كاملة – الإسلام سؤال وجواب
من هم “الوهابيون”؟ وما حقيقة دعوة شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-؟
أطلق أعداء هذه الدعوة صفة “الوهابية” على دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب، بهدف تنفير الناس منها وتحذيرهم منها، ويحاولون تصويرها على أنها دعوة شاذة ذات أفكار غريبة، متطرفة في اتباع أفكار إمامها، ومخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة.
كانت دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب في القرن الثاني عشر الهجري استمراراً لدعوة شيخ الإسلام ابن تيمية التي ظهرت في القرنين السابع والثامن الهجريين.
وقد تأثر بها الإمام لأنها كانت موافقة لأصول الإسلام في العقائد والأحكام. ومن هذه المبادئ:
1- الاعتماد على القرآن الكريم والسنة الصحيحة كمصدرين أساسيين للتشريع.
2- الحرص على اتباع منهج السلف الصالح من الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة ومن تبعهم.
3- الدعوة إلى التوحيد ونبذ الشرك.
4- إثبات ما أثبته الله لنفسه ونفي ما نفاه عن نفسه في الأسماء والصفات.
5- نبذ التعصب في اتباع الأئمة والدعوة إلى التمسك بالحق بالدليل.
6- نشر السنة ومحاربة البدعة.
رحمهما الله رحمة واسعة ورفع درجاتهما ودرجات غيرهم من علمائنا الربانيين.
الفتوى كاملة – الإسلام سؤال وجواب
ماذا قال العلماء عن الأئمة الثلاثة الشيخ الإمام ابن باز والشيخ الإمام ابن العثيمين والشيخ الإمام الألباني -رحمهم الله تعالى-؟
كل من الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين والشيخ الألباني رحمهم الله شهرتهم بين أهل العلم والمختصين بالعلوم الشرعية شهرة متواترة مستفيضة، وهم من خير الأمثلة التي توضح العلامات التي سبق تفصيلها في الجواب السابق ذكره، فقد اجتمعت فيهم خصال العلم والخير والفضل كلها بإذن الله سبحانه، وشهد لهم القاصي والداني بذلك.
ومن أهم المراجع التي توسعت في الترجمة لهم ، وبيان ثناء العلماء عليهم ، وارتفاع قامتهم في عصرنا الحاضر:
” الإنجاز في سيرة الإمام عبد العزيز بن باز “ عبدالرحمن الرحمة ، ” الجامع لحياة العلامة محمد بن صالح العثيمين “ وليد الحسن , ” حياة الألباني وآثاره وثناء العلماء عليه “ محمد إبراهيم الشيباني ، وغيرها من الكتب.
سيرة الإمام ابن العثيمين -رحمه الله-
سيرة الإمام الألباني -رحمه الله-
الإمام الألباني -رحمه الله- محدّث كبير وفقيه مجتهد
الشيخ الألباني -رحمه الله- من فرسان ميدان الاجتهاد والفتوى ، فهو من أئمة الشأن في زماننا هذا، وهذه كتبه، وأشرطته، ومجالسه، تشهد له بذلك، وهؤلاء أئمة الفتيا والاجتهاد يزكون علمه، ويحيلون عليه، ويستشهدون بكلامه، ومن قال : إنه محدِّث ليس بفقيه : فقد أخطأ، بل هو فقيه متمرِّس، وهو ملتزم بقواعد العلم، وضوابطه، ولا تعرف له أصول خاصة به يتبناها في فهم الدين، بل هو سائر على ما خطَّه أئمة العلم من السلف الصالح، وعلمه بالحديث أهَّله ليبني ترجيحاته على ما صحَّ من الأحاديث.
الشيخ الألباني رحمه الله بشر ، يصيب ويخطئ ، فلا ينبغي لأحدٍ اعتقاد العصمة في كلامه ، وقد لا نجد من يزعم ذلك بلسان مقاله، لكننا نجد كثيرين يعتقدونه بلسان حالهم !
لا يحل لمن يقلِّد الشيخ الألباني إذا تبيَّن له قوة كلام غيره من أهل العلم والفضل أن يستمر على الأخذ بكلام الشيخ رحمه الله، بل يجب عليه اتباع الحق أينما كان، ومع من كان.
هل يعذر المسلم بجهله في أي مسألة شرعية؟
يمكن تلخيص كلام الشيخ ابن العثيمين -رحمه الله- في مسألة العذر بالجهل في النقاط التالية :
1. الأصل هو العذر بالجهل ، بل إنه لا يستطيع أحد أن يأتي بدليل على أن الجاهل ليس بمعذور، ولا فرق في العذر بالجهل بين مسائل الاعتقاد ومسائل العمل.
2. الكفر المخرج من الملة قد يكون بالاعتقاد أو القول أو الفعل أو الترك، ولكن الخلاف في تنزيل وصف الكفر على الشخص المعيَّن ، فقد يكون معذوراً فلا يكون كافراً.
3. لا يكون الشخص الفاعل للكفر كافراً إذا كان جاهلاً ، ولا يعلم حكم الشرع في فعله ، أو سأل أحد العلماء فأفتاه بجواز فعله، ويكون كافراً إذا أقيمت عليه الحجة ، وأزيل عنه الوهم والإشكال .
4. ليس كل من يدَّعي الجهل يُقبل منه ، لأنه قد يكون عنده تفريط في التعلم، وتهاون في السؤال، وقد يكون فيه عناد لا يقبل الحق ولا يسعى لطلبه، فكل هؤلاء غير معذورين.
5. الجاهل من الكفار الأصليين : تطبَّق عليه أحكام الكفر في الدنيا وأمره إلى الله في الآخرة ، والصحيح أنه يُمتحن.
أنشر على : فيسبوك / تويتر / لينكدإن
كيف ينبغي أن يكون موقفنا من اختلاف العلماء؟
الجواب على هذا السؤال الهام هو أنه إذا كان المسلم عنده من العلم ما يستطيع به أن يقارن بين أقوال العلماء بالأدلة ، والترجيح بينها ، ومعرفة الأصح والأرجح وجب عليه ذلك ، لأن الله تعالى أمر برد المسائل المتنازع فيها إلى الكتاب والسنة ، فقال : (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) [النساء:59]. فيرد المسائل المختلف فيها للكتاب والسنة ، فما ظهر له رجحانه بالدليل أخذ به ، لأن الواجب هو اتباع الدليل ، وأقوال العلماء يستعان بها على فهم الأدلة .
وأما إذا كان المسلم ليس عنده من العلم ما يستطيع به الترجيح بين أقوال العلماء ، فهذا عليه أن يسأل أهل العلم الذين يوثق بعلمهم ودينهم ويعمل بما يفتونه به ، قال الله تعالى : ( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) [الأنبياء:43] . وقد نص العلماء على أن مذهب العامي مذهب مفتيه.
فإذا اختلفت أقوالهم فإنه يتبع منهم الأوثق والأعلم ، وهذا كما أن الإنسان إذا أصيب بمرض – عافانا الله جميعا – فإنه يبحث عن أوثق الأطباء وأعلمهم ويذهب إليه لأنه يكون أقرب إلى الصواب من غيره ، فأمور الدين أولى بالاحتياط من أمور الدنيا.
ولا يجوز للمسلم أن يتتبع الرخصو يأخذ من أقوال العلماء ما يوافق هواه ولو خالف الدليل ، ولا أن يستفتي من يرى أنهم يتساهلون في الفتوى، قال بعض السلف: (من تتبع الرخص؛ تزندق)، كل مذهب يكون فيه بعض الأغلاط، بعض الأخطاء من بعض أتباعه، أو من الإمام الذي هو منسوب إليه أنه غلط في بعض الروايات، وأنه خفي عليه بعض الأحاديث، فطالب العلم لا يتتبع الرخص، بل عليه أن يحتاط لدينه فيسأل من أهل العلم من هو أكثر علماً ، وأشد خشية لله تعالى.
الفتوى كاملة – الإسلام سؤال وجوابأنشر على : فيسبوك / تويتر / لينكدإن
أسئلة وأجوبة إسلامية
خمس عشرة فتوى تتعلق بالعلم الشرعي والعلماء
1) ما هي العقيدة ؟
العقائد هي الأمور التي تصدق بها النفوس، وتطمئن إليها القلوب، وتكون يقيناً عند أصحابها، لا يمازجها ريب ولا يخالطها شك.
والعقيدة في الإسلام : هي المسائل العلمية التي صح بها الخبر عن الله ورسوله ، والتي يجب أن ينعقد عليها قلب المسلم تصديقاً لله ورسوله.
وكلمة عقيدة في اللغة مأخوذة من مادة (عقد) ومدارها على اللزوم والتأكد والاستيثاق، ففي القرآن : ( لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الْأَيْمَانَ ) [المائدة:89]، وتعقيد الأيمان إنما يكون بقصد القلب وعزمه.
ولأن شرف العلم مرتبط بشكل مباشر بشرف المعلوم به، اتفق العلماء على أن علوم العقيدة الإسلامية هي أجل وأشرف العلوم، كيف لا وهي العلوم التي تتناول العلم بربنا العظيم، ووحدانيته وأسمائه وصفاته سبحانه وتعالى.
الفتوى كاملة – الإسلام سؤال وجواب2) من هو شيخ الإسلام ابن تيمية ؟
يُعدُّ شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية من المجددين البارزين في الإسلام ، وقد وُلد – رحمه الله – عام 661 هـ وتوفي عام 728 هـ ، وإذا كان أثر المجدد عادة في زمانه وقرنه فإن أثر شيخ الإسلام ابتدأ في زمانه ولا يزال أثره إلى الآن على العلماء وطلاب العلم والجماعات الإسلامية التي تنتسب للسنَّة ، ولا يزال أهل العلم ينهلون من علمه في الرد على أعداء الدين.
وشهادات الأئمة في عصره ، وبعد عصره تبين للمنصف كذب الادعاءات التي يفتريها أعداء الملة ، وأعداء السنَّة على هذا الإمام العلَم ، وفي ثنايا هذه التزكيات بيان علم وفقه وقوة حجة هذا الإمام ، وبه يُعرف السبب الذي حاربه من أجله أهل الكفر والبدعة ، وهو أنه هدم أصولهم فخرَّ عليهم السقف من فوقهم.
وهذه التزكيات والشهادات لهذا الإمام لم تكن من تلامذته وأصحابه فحسب ، بل شهد له حتى مخالفوه بالإمام والتقدم في العلم والفقه ، وقوة الحجة ، بل وشهدوا له بالشجاعة والسخاء والجهاد في سبيل الله لنصرة الإسلام.
قال الإمام الذهبي – رحمه الله – في ” معجم شيوخه ” :
( هو شيخنا ، وشيخ الإسلام ، وفريد العصر ، علماً ، ومعرفة ، وشجاعة ، وذكاء ، وتنويراً إلهيّاً ً، وكرماً ، ونصحاً للأمَّة ، وأمراً بالمعروف ، ونهياً عن المنكر ، سمع الحديث ، وأكثر بنفسه من طلبه وكتابته ، وخرج ، ونظر في الرجال ، والطبقات ، وحصَّل ما لم يحصله غيره ).
3) من هو الإمام محمد بن عبد الوهاب ؟
هو محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن علي التميمي .
ولد عام ألف ومائة و خمس عشرة للهجرة ( 1115 هـ ) في مدينة ” العيينة ” من نجد في الجزيرة العربية ، في بيت علم وفضل .
حفظ القرآن قبل بلوغه العاشرة ، وقرأ على أبيه الفقه ، وكان ذكيّاً كثير المطالعة .
رحل الشيخ إلى مكة والمدينة والبصرة غير مرة ، طلباً للعلم .
التقى بمدينة ” الدرعية ” بالأمير محمد بن سعود وحصلت بينهما البيعة على نشر التوحيد وإقامة حكم الله في الأرض .
اشتغل بالدعوة إلى الله ولاقى الصعاب في ذلك ، ومن ذلك إخراج أهل ” البصرة ” له بعد إنكاره عليهم بدعهم وضلالهم ، وإنكاره على علمائهم سكوتهم ، فخرج ماشياً باتجاه ” الزبير ”
ألَّف كتباً عظيمة النفع ، ومن أهمها ” كتاب التوحيد ” ، وكتاب ” القواعد الأربع ” .
توفي الشيخ رحمه الله في عام ست ومئتين وألف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم (1206 هـ ).
الشيخ محمد بن عبد الوهاب ( توفي 1206 هـ ) يعدُّ من أكثر الشخصيات الإسلامية تعرضاً للطعن والتشويه والكذب عليه وعلى دعوته.
لم يكن الشيخ – رحمه الله – يدعو إلى مذهب خاص أو طريقة مبتدعة ، بل كان متبعاً للكتاب والسنَّة على فهم خير القرون .
الفتوى كاملة – الإسلام سؤال وجواب2) معنى التوحيد وأقسامه
التوحيد في اللغة: مصدر للفعل (وحَّد، يوحِّد) توحيدا فهو موحِّد إذا نسب إلى الله الوحدانية ووصفه بالانفراد عما يشاركه أو يشابهه في ذاته أو صفاته، والتشديد للمبالغة أي بالغت في وصفه بذلك.
وأما تعريفه في الاصطلاح فهو: إفراد الله تعالى بما يختص به من الألوهية والربوبية والأسماء والصفات.
التوحيد هو حقيقة شهادة (أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله) وأن هذا هو الإسلام الذي بعث الله به نبيه إلى جميع الثقلين من الإنس والجن والذي لن يرضى الله من أحد دينا سواه.
التوحيد قد قسمه العلماء إلى ثلاثة أقسام وهي: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات.
الفتوى كاملة – الإسلام سؤال وجواب3) تعريف الشريعة، والفقه، وأصول الفقه
الشرِيعَةُ في اللغة: مشرعة الماء، وَهِيَ مورِد الشاربة التي يشْرعها الناس فيشربون منْها ويَسْتقون، وربما شَرَّعوها دوابَّهم حَتَّى تَشْرَعها وتشرَب منها .
وفي الاصطلاح: هي الدين كله ، الذي اصطفاه الله لعباده ليخرجهم به من الظلمات إلى النور ، وهو ما شرعه لهم وبينه لهم من الأوامر والنواهي والحلال والحرام .
فمن اتبع شريعة الله ، فأحل حلاله ، وحرم حرامه : فقد فاز .
أما الفقه، فهو في اللغة : الفهم، يقال: أوتي فلان فقْهاً في الدين؛ أَي: فهماً فيه.
وفي الاصطلاح: هو العلم بالأحكام الشرعية الفرعية العملية، المستمدة من الأدلة التفصيلية.
أما بالنسبة لأصول الفقه، فأصل كل شيء ما يستند وجود ذلك الشيء إليه، فالأب أَصل للولد، وَالنهر أَصل للجدول والجمع: أصول.
وأصول الفقه: هو العلم بأدلة الأحكام الشرعية، ووجوه دلالتها، إجمالا لا تفصيلا.
وأول من جمعه -أي أصول الفقه- كفنٍ مستقل: الإمام الشافعي محمد بن إدريس رحمه الله، ثم تابعه العلماء في ذلك، فألفوا فيه التآليف المتنوعة.
الفتوى كاملة – الإسلام سؤال وجواب4) علم أصول الحديث قواعد عقلية وأصول شرعية
علم أصول الحديث هو في الأصل والأساس مبني على قواعد عقلية ، ومبادئ منهجية ، وأصول تجريبية ؛ توصَّل إليها المحدثون بحكم الخبرة المنهجية المتراكمة في نقل الأخبار وتحري صدقها وثبوتها ، واهتدوا إلى أسس هذا العلم بالممارسة الطويلة، ومعاناة السماع والأداء والنقد والتعليل ، والبناء شيئا فشيئا لقواعد العلم وضوابطه،
وقد وردت الأدلة الشرعية الإجمالية التي تخط لعلماء الحديث المبادئ الأساسية لعلوم التاريخ، فمن تلك المبادئ الأساسية الشرعية العامة:
1. تغليظ تحريم الكذب في الحديث، كما قال عليه الصلاة والسلام: (إِنَّ كَذِبًا عَلَيَّ لَيسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدٍ، مَن كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَليَتَبَوَّأ مَقعَدَهُ مِنَ النَّارِ) متفق عليه.
2. عدم قبول خبر الفاسق.
3. اشتراط عدالة الراوي قياسا على عدالة الشاهد .
4. التثبت والتحري الدائمان.
5. الحذر من مناكير الأخبار.
6. التوقي عن رواية المكذوب، كما قال عليه الصلاة والسلام: (مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بِحَدِيثٍ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ، فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ) رواه مسلم.
7. الضبط والحفظ معيار الثقة.
8. الحذر من التهمة بكثرة الغرائب وعدم انتقاء الحديث.
9. طلب الدليل والبرهان.
10. التفتيش عن العلم واليقين، بعيدا عن الظن والوهم.
فالضوابط العلمية للتّثبت في الرواية عندنا نحن المسلمين -كما هي الحال في منهج المحدثين- ليستْ مستندة للإيمان بالغيب، بحيث يكون ضابطاً من ضوابط تثبيت الرواية أو تزييفها، بل هي ضوابط عقلية تستند إلى العقل، وإلى القضايا التاريخية الثابتة، ومقارنةِ الروايات وعَرْضها على بعضها أو على سواها مما رآه المحدثون ضابطاً أو دليلاً على صحة الرواية.
يُنصح جميع المسلمين بأن ينظروا في كتب علم الرجال وكتب علم الجرح والتعديل، لتصلهم نبذة عن الجهود العظيمة التي بذلها علماءنا لخدمة السنة النبوية الشريفة !
الفتوى كاملة – الإسلام سؤال وجواب5) كيف يبدأ المسلم بطلب العلم ؟
على طالب العلم أن يبدأ بالإلمام بنصوص الوحي ، لأنها هي المنبع الرئيس لدين الله تعالى ، فيبدأ بحفظ القرآن الكريم بحسب طاقته وتفرغه ، ويحرص على تفهّم ما يحفظه ، وننصح في هذا بمطالعة تفسير الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى ؛ لأن مؤلفه ممن اشتهر بسلامة العقيدة ، كما تميّز تفسيره بسلاسة الأسلوب وسهولته.
وعلى الطالب في الوقت نفسه أن يجتهد في دراسة العقيدة والفقه ، لأنه لا يمكن تأخيرهما لمسيس حاجة الطالب إليهما لنفسه ، ولنصح وإرشاد من حوله.
وأمّا الفقه، فالأفضل أن يبدأ الطالب في التفقه على المذهب الذي ينتشر في بيئته للآتي :
1-لأنه يسهّل على الطالب وجود شيخ متمكن يتفقه على يديه ويرشده.
2-تعلّم مذهب أهل البلد يعين الطالب في دعوته لأهل بلده إلى الحق ، لأنه بذلك يتمكن من الاستعانه بكتبه وأقوال علمائه عند الحاجة لذلك.
ثم مع حفظ المسلم للمنبع الأول لشرع الله تعالى وهو القرآن الكريم ، يشرع في ضبط المنبع الثاني وهو السنة النبوية، ويبدأ بالأهم فالأهم.
فإذا قطع طالب علم السنة النبوية شوطا كبيرا في حفظ متون السنة واستظهارها : شرع بعد ذلك في استشراح تلك المتون، ومعرفة غريبها وأوجه تفسيرها.
بعد أن يلمّ الطالب بأهم آلات الاجتهاد، يبدأ الطالب في مرحلة التعمق في معرفة الخلاف، وطرق الترجيح، سواء في الفقه أو التفسير أو شروح الأحاديث.
وأما بالنسبة لأصول الفقه، فالأفضل أن يتدرج الطالب في معرفته بحسب كتب أصول المذهب الذي يتفقه عليه، فيستشير شيخه في الفقه ، ليرشده إلى كيفية الدخول في علم أصول الفقه.
وقبل ذلك كله ينبغي أن يذكر طالب العلم نفسه بتقوى الله تعالى، فهي غاية كل العلوم، ومن اشتغل بالعلم عن العمل فقد ضل وهلك، بل الواجب أن يُرى أثر العلم في تخشع المتعلم وتواضعه واشتهار خلقه وأدبه بين الناس.
الفتوى (1) كاملة – الإسلام سؤال وجوابالفتوى (2) كاملة – الإسلام سؤال وجواب
6) آداب طالب العلم
هناك جملة من آداب طلب العلم ينبغي على من طلب العلم أن يتحلى بها، أهمها:
الصبر، وإخلاص العمل لله وحده، والعمل بالعلم، ودوام المراقبة، واغتنام الأوقات، والضبط والإتقان، ومطالعة الكتب، واختيار الصاحب، والتأدب مع الشيوخ.
الفتوى كاملة – الإسلام سؤال وجواب7) المتبعون للمذاهب ليسوا جميعاً مقلدين
المتبعون للمذاهب ليسوا على درجة واحدة ، بل منهم المجتهد في المذهب ، ومنهم المقلد الذي لا يخالف مذهبه في شيء.
فالبويطي والمزني والنووي وابن حجر من أتباع الإمام الشافعي لكنهم مجتهدون ويخالفون إمامهم إذا تبين لهم الدليل وكذلك ابن عبد البر من المالكية لكنه يخالف مالكاً إذا كان الصواب مع غيره، ومثل هذا يقال في كبار أئمة الحنفية كأبي يوسف ومحمد الشيباني، وكذا أئمة الحنابلة كابن قدامة وابن مفلح وغيرهم.
فليس لأحدٍ أن يقلِّد إماماً بعينه لا يخرج عن أقواله ، بل الواجب عليه أن يأخذ بما وافق الحق سواء كان من إمامه أم من غيره.
فالفرض والحتم على المؤمن إذا بلغه كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- وعلم معنى ذلك، في أي شيء كان، أن يعمل به، ولو خالفه من خالفه، فبذلك أمرنا ربنا تبارك وتعالى، ونبينا صلى الله عليه وسلم، وأجمع على ذلك العلماء قاطبة، إلا جهال المقلدين وجفاتهم، ومثل هؤلاء ليسوا من أهل العلم.
قال الإمام مالك -رحمه الله- : ( إنما أنا بشر أصيب وأخطئ , فاعرضوا قولي على الكتاب والسنة ) .
الفتوى كاملة – الإسلام سؤال وجواب8) هل جميع الأحاديث التي في صحيح البخاري وصحيح مسلم صحيحة ؟
لا ريب في تقديم البخاري ثم مسلم على أهل عصرهما ومن بعده من أئمة هذا الفن في معرفة الصحيح والمعلل ، فإنهم لا يختلفون في أن علي بن المديني كان أعلم أقرانه بعلل الحديث وعنه أخذ البخاري ذلك ، حتى كان يقول : ما استصغرت نفسي عند أحد إلا عند علي بن المديني . ومع ذلك فكان علي بن المديني إذا بلغه ذلك عن البخاري يقول : دعوا قوله فإنه ما رأى مثل نفسه .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : ( ليس تحت أديم السماء كتاب أصح من البخاري ومسلم بعد القرآن ) [مجموع الفتاوى].
ونحن وإن كنا نعلم أنه قد وجهت بعض الانتقادات اليسيرة لأحاديث معدودة مثبتة في صحيح البخاري ، إلا أننا نؤكد أنه لا حرج في إطلاق الصحة على جميع أحاديث الكتاب ، وذلك لما يلي :
1- أكثر العلماء والمحدثين يرون الصواب مع الإمام البخاري فيما انتقد عليه ، ومعلوم أنه ليس من المنهج السليم التسليم بالانتقاد لمجرد وجوده ، بل الأمر يرجع إلى الحجة والبرهان ، وقد فصل الحافظ ابن حجر رحمه الله في كتابه العظيم ” فتح الباري “، وخاصة في مقدمته المسماة ” هدي الساري ” الجواب عن هذه الانتقادات اليسيرة ، وأوضح وجه الصواب فيها .
2- مجموع أحاديث صحيح البخاري بالمكرر – بترقيم الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي رحمه الله – بلغ (7563) حديثا ، فإذا عرفنا أن الانتقادات الموجهة لا تتجاوز بضع عشرات ، وأن أكثر هذه الانتقادات إنما هي موجهة لأمور تتعلق بالأسانيد ورسومها ، أو لأمور تتعلق ببلوغ درجة أصح الصحيح ، أو تتعلق بكلمة أو كلمتين من الحديث ، وأما الانتقادات المتعلقة بأمور تؤثر في صحة المتن فهي نادرة نحو الحديث والحديثين والثلاثة – إذا عرفنا ذلك كله أدركنا أن إطلاق الصحة على جميع ما في البخاري من متون مسندة في صلب الكتاب إطلاق صحيح لا يجوز إنكاره.
نبذة مختصرة عن سيرة الإمامين البخاري ومسلم رحمهما الله
9) مراتب الحديث، وشروط الحديث الصحيح
للعلماء تقسيمات كثيرة لأنواع الأحاديث ، كل تقسيم نظروا فيه لزاوية معينة :
فلما نظروا إلى من ينسب إليه الحديث ، قسموه إلى المرفوع والموقوف والمقطوع.
ولما نظروا إلى طرق الحديث وأسانيده ، وهي سلاسل الرجال الذين نقلوا الحديث عن قائله ، قسموه إلى المتواتر والآحاد (أو الغريب).
ولما نظر المحدثون إلى حكم الحديث ، وهل يُقبَل أو يُرد قسموه إلى المقبول والمردود.
ثم قسموا المقبول إلى الصحيح والحسن، وقسموا المردود إلى الضعيف والموضوع.
وفي أحيان كثيرة أيضا يستعملون مصطلحات مرادفة أيضا ، فيطلقون على حديث ضعيف إنه حديث باطل ، لا سيما إذا اشتد ضعفه ، أو يقولون إسناده تالف ، أو يسمون الحديث الموضوع بالمكذوب ، ونحو ذلك.
يمكن إجمال شروط الحديث الصحيح بما يلي :
1- عدالة جميع رواته.
2- تمام ضبط رواته لما يروون.
3- اتصال السند من أوله إلى منتهاه ، بحيث يكون كل راوٍ قد سمع الحديث ممن فوقه.
4- سلامة الحديث من الشذوذ في سنده ومتنه ، ومعنى الشذوذ : أن يخالف الراوي من هو أرجح منه.
5- سلامة الحديث من العلة في سنده ومتنه ، والعلة : سبب خفي يقدح في صحة الحديث ، يطّلع عليه الأئمة المتقنون.
الفتوى (1) كاملة – الإسلام سؤال وجوابالفتوى (2) كاملة – الإسلام سؤال وجواب
10) أصول تفسير القرآن الكريم
ينبغي أن نعلم أن لتفسير القرآن الكريم أصولًا، لا بد أن يحسنها من يروم تفسير كلام الله تبارك وتعالى، وقد كتب العلماء في أصول التفسير، وبينوا الفرق بين التفسير المنقول، وبين التفسير بالمعقول، ووضحوا متى يمكن للإنسان أن يقول برأيه، وفرقوا بين الرأي المحمود والمذموم.
ذكر العلماء أن القرآن يفسر بالقرآن نفسه، وبالسنة، وبأقوال السلف، وباللغة العربية، ويمكن الاستعانة ببعض مرويات أهل الكتاب، وأسباب النزول للوصول لمعنى آية من الآيات.
فالمفسر عند تفسيره لآية من القرآن يسلك أحد مسلكين :
المسلك الأول :
أن ينظر هل في القرآن ، أو في السنة النبوية ، أو في آثار السلف الصالح ما يفسر هذه الآية ؟ فإذا وجد في هذه المصادر تفسيرا لها ، اتبعه واكتفى به ، وهذا ما يسمى بـ ” التفسير بالمأثور “.
لكن إذا لم يجد المفسّر في السنة تفسيرا لآية ما ، نظر في أقوال الصحابة.
وقول الصحابة في التفسير مقدم على قول غيرهم، إلا إذا اختلفوا فهنا يجتهد المفسر في الترجيح بين أقوالهم.
إذا لم يجد المفسر في أقوال الصحابة ما يفسر به الآية ، فإنه ينظر في تفسير التابعين ؛ الذين تلقوا علومهم عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، فهم في أحوالهم ، وأقوالهم ، وأعمالهم ، وزمانهم – أيضا ، بطبيعة الحال – أقرب إلى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وهديهم ، وعلومهم.
فإذا اتفق علماء التفسير من التابعين على قول في معنى آية ، فلا إشكال في لزوم الأخذ به ، وأما حين يختلفون ، فليس قول أحدهم حجة على قول الآخر ، كما أن قول الواحد منهم ليس حجة مطلقا ، وإنما ينظر فيه وفي حجته ، ويستأنس به ، ويرجع إليه.
المسلك الثاني :
أن يجتهد المفسّر – الذي له العلم بالتفسير – في استعمال فهمه لتفسير آية من القرآن ، ويكون في اجتهاده ملتزما السبيل الصحيح ومتقيدا بالضوابط والقواعد التفسيرية ؛ وهذا ما يسمى بـ ” التفسير بالرأي أو بالاجتهاد “.
والذي لا يجوز من ذلك هو التفسير بالرأي المذموم، كأن يكون القائم بالتفسير ليس من أهله، ويتكلم في بيان كلام الله بغير علم، أو يتبع هواه، وينتصر لبدعته ورأيه، ولو بتحريف الكلم عن مواضعه، وعدم مراعاة أصول الفهم، وعادات العرب في لغاتها، وعادة الشرع في خطابه الخاص.
الفتوى (1) كاملة – الإسلام سؤال وجوابالفتوى (2) كاملة – الإسلام سؤال وجواب
11) ما العمل عند تعارض النصوص الشرعية؟
من المعلوم أن كثيراً من الأحكام الشرعية جاء التشريع بها على مراحل، مراعاة لأحوال الناس زمن نزول الوحي، فقد يكون الشيء في أول الأمر مستحباً، ثم يصير واجباً، أو يكون مباحاً ثم محرماً، أو العكس.
والعبرة بما استقر عليه الأمر في آخر الأمر.
إن وجد نصان ظاهرهما التعارض وجب الاجتهاد في صرفهما عن هذا الظاهر ، والوقوف على حقيقة المراد منهما، تنزيهاً للشارع العليم الحكيم عن التناقض في تشريعه، فإن أمكن إزالة التعارض الظاهري بين النصين بالجمع والتوفيق بينهما، جُمع بينهما وعُمل بهما، وكان هذا بياناً، لأنه لا تعارض في الحقيقة بينهما.
وإن تعذر الجمع بين النصين الشرعيين بوجه من وجه الجمع المقبولة ، فيؤخذ بالمتأخر منهما عندئذ ، ويكون ناسخاً للأول.
الفتوى كاملة – الإسلام سؤال وجواب12) حول النسخ في القرآن وترتيب سوره وآياته
النسخ في اللغة: الرفع والإزالة، وفي الاصطلاح: رفع حكم دليل شرعي، أو لفظه، بدليل من الكتاب أو السنة.
والنسخ ثابت في الكتاب والسنَّة وفي إجماع أهل السنَّة، وفيه حِكَم عظيمة، وغالباً ما يكون الناسخ تخفيفاً على المسلمين، أو تكثيراً للأجور.
قال الله تعالى : ( مَا نَنْسَخْ مِنْ آَيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ . أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ) [البقرة : 107،106].
النسخ أنواع ، وهي :
1. نسخ التلاوة والحكم.
2. نسخ التلاوة دون الحكم.
3. ونسخ الحكم دون التلاوة.
القرآن والسنة في منزلة واحدة باعتبارهما مصادر مِن مصادر التشريع الإسلامي، والسنة مبينة لما أجمل في كتاب الله ، تخصص عمومه ، وتقيِّدُ مطلقه ، وتبين الناسخ من المنسوخ فيه.
أما مسألة نسخ السنة لنصوص القرآن الكريم فالظاهر – إن شاء الله – هو جواز نسخ المتواتر بالآحاد الصحيحة الثابت تأخرها عنه.
أما بخصوص ترتيب الآيات : فالإجماع قائم على أنه ترتيبها في السورة الواحدة توقيفي، ولا دخل لاجتهاد الصحابة فيه.
وأما ترتيب السور : فقد وقع خلاف بين العلماء فيه والجمهور على أنه كان باجتهاد الصحابة رضي الله عنهم، مع التسليم بوجود ترتيب لبعض تلك السور على عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
وأما تسمية السور : فبعضها قد سمَّاه النبي -صلى الله عليه وسلم-، وبعضها كان باجتهاد الصحابة رضي الله عنهم.
الفتوى (1) كاملة – الإسلام سؤال وجوابالفتوى (2) كاملة – الإسلام سؤال وجواب